مستقبل سوريا في يد الشرع: كيف يواجه التحديات الداخلية والضغط الإقليمي؟

مفيد مصطفى – طامحون

تناول الكاتب الإسرائيلي، تسفي بارئيل، الجهود التي يقوم بها قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع لبناء الجبهة السورية الداخلية، مشيراً إلى أنه عيّن محسنة المحيثاوي، التابعة للطائفة الدرزية محافظة لمحافظة السويداء في جنوب سوريا في إطار مبادرة أطلقها اشرع من أجل تقديم صورة لحكومة تدعم حقوق النساء.

وتابع بارئيل في تحليل نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، بعنوان “‏الزعيم السوري الجديد يبني دولة من الصفر.. لسوء حظه لا يملك دليلًا‏”، أن هذا التعيين يهدف إلى تهدئة الوضع في السويداء التي تبدي نوعًا من المقاومة للشرع، وتطالب بالحصول على استقلالية أكبر. وبالتالي، نرى الشرع حذرًا في التعامل مع هذه المطالب، ساعيًا لتجنب تقسيم سوريا إلى مناطق مستقلة تحت سيطرة ميليشيات، كما حدث في العراق وليبيا بعد ثوراتهما.

ومضى بارئيل إلى القول، إنه “على نقيض تحركاته على الجبهة الداخلية الحذرة، بلغت حملة الشرع الديبلوماسية ذروتها على الجبهة الخارجية، فبدلاً من التودد للآخرين، وجد نفسه مركز الاهتمام، حيث لم يقتصر الأمر عن كون تركيا أول من أرسلت دبلوماسييها إلى دمشق فحسب، إنما وجد الشرع نفسه يصافح جملة من المسؤولين الأميركيين والأوربيين”.

وأضاف “ومع ذلك، فإن أقوى المرشحين للعب دور أكبر في سوريا هما الآن السعودية وقطر، حيث أرسلت كلاهما مساعدات إنسانية واسعة النطاق، كما زار وزير خارجية الشرع، أسعد الشيباني، مع وزير الدفاع ورئيس المخابرات الرياض. وقد سبق للشرع وأن قال إنه (من المتوقع أن تلعب السعودية دورًا كبيرًا جدًا في مستقبل سوريا). لكنه وعد قطر أيضًا بتفضيل خاص. كما مُنحت تركيا وضعًا تفضيليا، قبل ذلك”.

وذكر أنه “يُنظر إلى الدول الثلاث على أنها موالية للغرب وتحتفظ بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة، لكن لكل منها مصالحها الخاصة في سوريا، حيث تسعى تركيا، إلى اتفاق يؤمن حدودها الجنوبية، لإزالة التهديد الكردي والتخلص من ملايين اللاجئين السوريين الموجودين حاليًا على أراضيها، بينما ترى قطر في دمشق جزءًا لا يتجزأ من مجال نفوذها. كما تخطط لبناء أنبوب غاز يربطها بأوروبا عبر سوريا”.

وتابع “وترى السعودية في سوريا موقعًا حيويًا لوقف النفوذ الإيراني، وتقليص قوة حزب الله في لبنان، إلى جانب تعزيز علاقاته مع العراق. أما الدول الأوروبية، فهي تأمل أيضًا في طرد ملايين اللاجئين السوريين من حدودها”.

واختتم بارئيل مقاله بالقول “في ظل الوضع المفلس الذي تعيشه سوريا، من الأكيد أنها تحتاج عشرات المليارات من الدعم المالي، لكن المساعدات الضخمة والاستثمارات الأجنبية عادة ما تتضمن عددًا كبيرًا من الشروط والقواعد، ما يخلق تبعية ويملي الاستراتيجية. وبالتالي، فإن التحدي الذي يواجه الشرع هو بناء سوريا كدولة ذات أهمية استراتيجية إقليمية، وتجنب تحولها إلى محمية مقابل الأموال”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى