المواجهة مع أميركا ستكون مدمرة: إيران مطالبة بمراجعة سياساتها قبل الكارثة الكبرى

بيتر جرمانوس – طامحون

‏الولايات المتحدة ترى إيران بشكل مختلف عن إسرائيل، بناءً على اختلاف الرؤيتين الاستراتيجيتين لكل منهما. فالولايات المتحدة، كقوة عظمى، لديها قدرات عسكرية هائلة تستطيع بها تدمير إيران خلال أيام قليلة، لذا لا تشكل إيران تهديداً وجودياً لها. بالمقابل، إسرائيل، كقوة إقليمية كبيرة لكنها أصغر مقارنة بالولايات المتحدة، تنظر إلى إيران على أنها تهديد حقيقي بسبب التهديدات المتكررة من النظام الإيراني وإيران النووية المحتملة، مما يجعل إسرائيل أكثر حساسية تجاه التهديدات الإيرانية.

‏فيما يتعلق بالقوة العسكرية، فإن إيران، رغم خطابها العدائي، ليست في الواقع القوة العسكرية الأكبر حتى على المستوى الإقليمي. فهي أقل قوة من دول مثل باكستان، تركيا، أو مصر. ووجود إيران الحالي في بعض المناطق يعود بشكل أساسي إلى استغلالها للظروف التي أوجدتها قوى خارجية؛ مثل الغزو الأميركي للعراق، والتدخل الروسي في سوريا. في لبنان، السيطرة الإيرانية ممثلة بحزبله تعتمد بشكل أساسي على ضعف الدولة اللبنانية منذ عقود طويلة.

‏إسرائيل تسعى لتحجيم القدرات العسكرية الإيرانية، لا سيما برنامجها النووي، بينما تعتبر الولايات المتحدة إيران مجرد عامل ضمن توازنات إقليمية ضرورية خاصة في آسيا الوسطى.

‏المشكلة الحقيقية ليست في الدعاية الإيرانية التي تسوّق لقوتها، بل في أن النظام الإيراني نفسه يصدق هذه الدعاية، وهو ما يجعل تصرفاته غير واقعية. التاريخ يظهر لنا خطورة هذا النوع من التفكير، فقد صدق هتلر دعاية غوبلز حول تفوق العرق الآري، مما أدى به إلى الهلاك في ستالينغراد ومع الغزو الأميركي لنورماندي.

‏على إيران أن تدرك حجمها الحقيقي. الولايات المتحدة قوة إمبراطورية هائلة، ومن جنون التحدي أن تظن إيران أنها تستطيع منافستها، والسبب الوحيد لبقاء إيران قادرة على مواجهة الولايات المتحدة ولو بالكلام، هو حكمة الولايات المتحدة وضبط النفس الذي تمارسه تجاهها.

‏على النظام الإيراني أن يعقل الأمور قبل أن يندم، فالمواجهة مع إمبراطورية كأميركا قد تكون كارثية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى