تسعى لحماية المنظومة السياسية القائمة: لماذا تستشرس فرنسا في الدفاع عن حزب الله؟

خاص – طامحون

يبرز الموقف الفرنسي المتمايز عن غالبية المواقف الدولية والعربية إزاء حزب الله، وتكاد تكون الجهة الأولى التي بدأت بتسويق فكرة الجناح السياسي والعسكري في الحزب، وهي فكرة أخذت تتوسع على نحو كبير في أوروبا تحديدًا، على اعتبار أن للحزب كيانين منفصلين: الأول سياسي يمكن التعاطي معه، والثاني عسكري نفرض عليه العقوبات.

مصدر سياسي مطلع أكد لجريدة طامحون أن النظام العميق في فرنسا يؤمن بتحالف الأقليات في لبنان والمنطقة، ويتصرف مع حزب الله باعتباره جهة شيعية تستطيع تأمين التوازن السياسي في مواجهة السنة، وهذا ما يمنع أخذ لبنان إلى هذا الحضن أو ذاك، على حد تعبيرها.

وأضاف: بدأ هذا المسعى منذ ما قبل مؤتمر سان كلو عام 2007 في باريس، حيث عرضت فرنسا بشكل مباشر على ممثل حزب الله في المؤتمر نواف الموسوي إمكانية تعديل النظام اللبناني والذهاب نحو إرساء المثالثة بين الموارنة والسنة والشيعة، لكن فكرتها لاقت رفضًا شاملاً يومذاك، حتى من حزب الله نفسه، الذي كان يريد الإطباق على البلد كله لا ثلثه.

وتابع: الآن تعود فرنسا من الباب نفسه، وهي تقول في غالبية مجالسها السياسية إن تحطيم حزب الله على نحو ساحق، سيفتح المجال أمام انعدام التوازن السياسي، وهذا ما سيعرض لبنان لخطر محدق على حد تعبيرها، ولذلك تصر فرنسا على ترك حزب الله كجهة سياسية وعسكرية داخلية، غير قادرة على تهديد إسرائيل، لكنها تستطيع الحضور بقوة ضمن الساحة الداخلية، وهذا تحديدًا مفتاح باريس في حوارها مع طهران.

وختم: فرنسا تلعب دورًا سلبيًا للغاية، لحسابات مصلحية ضيقة وغير مفهومة، والجميع يذكر أن الرئيس الفرنسي هو الذي حمى حزب الله والطبقة السياسية عقب انفجار مرفأ بيروت، وساهم على نحو حثيث في إعادة تمتين المنظومة المتصدعة، ويبدو الآن أنه أكثر المدافعين عن استمرار هذه المنظومة، وعلى رأسها حزب الله، بدل أن تبادر نحو تحييد لبنان عن مسار الصراعات الاقليمية والدولية، والمساعدة في انتاج نظام سياسي جديد قائم على المواطنة واحترام المؤسسات وحصر السلاح بيد الدولة وأجهزتها الأمنية والعسكرية.

للانضمام إلى مجموعاتنا عبر الواتساب اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى