
طامحون – متابعة
رفع البطريرك الماروني بشارة الراعي خطر الاقتصاد الأسود أو اقتصاد الظل إلى مستوى غير مسبوق، فدعا مجموعة شخصيات مارونية إلى اجتماع طارئ تحت عنوان: خطر الاقتصاد الموازي على الكيان والعيش المشترك.
دعوة البطريرك لم تأتِ من فراغ، فهو يستمع منذ سنوات إلى شكاوى الصناعيين والمزارعين والتجار وأرباب العمل وأصحاب الشركات، وحتى الموظفين والعمال. وهم يشكون له المنافسة غير المشروعة المتمثلة بالاقتصاد الموازي والتهريب والتهرّب الضريبي. وقد بلغت ذروتها بعد الأزمة الاقتصادية، ثم جاءت الحرب لتُشل ما تبقى من قطاعات إنتاج وتضيف ركوداً على الاقتصاد، وتُظهّر حجم الضرر البنيوي الذي يلحقه الاقتصاد الأسود بالاقتصاد اللبناني.
بعض المجتمعين نقلوا ما وصفوه بطلبات كثر من اللبنانيين، خصوصاً المسيحيين من بينهم، إلى اللجوء للعصيان المدني والامتناع عن تسديد الضرائب والرسوم وكل مستحقات الدولة، مؤكدين أن كل من يلتزم بالقانون ويحترم الدولة ومؤسساتها ويعمل في إطار الاقتصاد الشرعي يخسر مرتين: مرّة من خلال من يسرق عمله وينافس إنتاجه بالتهريب والتهرّب الضريبي، ومرّة بالضريبة التي يدفعها الملتزمون بسقف الدولة عنهم وعن سائر المتهربين. بالتالي، لا بد من صدمة توقف تعطيل الإنتاج والهيمنة والتشبيح على الدولة والاقتصاد والناس.
وقد طالب بعض الحضور بأن تدعو الكنيسة إلى العصيان المدني لأن آخر الدواء الكيّ وقد شارفت العديد من المؤسسات الصغيرة، كما الكبيرة، على الإقفال بسبب الاقتصاد الموازي، وقد وصف بعضهم ما يختبره المسيحيون اليوم من تهميش ومحاولة إفقار وتدمير مؤسساتي ممنهج، استهداف لم يشهدوه حتى في زمن الوصاية السورية على البلد وسرقة خيراته، بحسب ما أشارت الزميلة دنيز عطالله في المدن.
للانضمام إلى مجموعاتنا عبر الواتساب اضغط هنا