جلسة مُخصصة لإهانة رفيق الحريري: فشرت أنت وشيراك وأميركا

طامحون – متابعة

نشرت صحيفة الشرق الأوسط الحلقة الثانية من كتاب مستشار الرئيس رفيق الحريري باسم السبع، ويروي فيه فصولاً من العلاقة الشائكة بين رئيس الوزراء اللبناني الراحل والرئيس بشار الأسد وأركان النظام في سوريا.

في هذه الحلقة، يتحدث السبع عن تفاصيل اللقاء الشهير الذي جمع الرئيس الأسد بالرئيس الحريري قبل التمديد للرئيس إميل لحود، وما رافقه من اهانة موصوفة وغير مسبوقة للحريري، على خلفية رفضه لقرار التمديد، وإليكم ما ورد في الاقتباس:

وصل الرئيس رفيق الحريري إلى القصر الجمهوري في دمشق في الموعد المحدّد. وجد الرئيس بشار الأسد مع ضباط كبار تعاقبوا على لبنان، وزير الداخلية آنذاك اللواء غازي كنعان، ومسؤول المخابرات في لبنان اللواء رستم غزالة، ومسؤول شعبة المخابرات العسكرية في بيروت العميد محمد خلوف. حدّد الأسد جدول أعمال الاجتماع ببند واحد: إهانة رفيق الحريري.

قال الأسد: إن الرفاق غازي ورستم ومحمد، كرّسوا عملهم لخدمة لبنان ومساعدتك على تحمّل المسؤولية، أما أنت، فتكرّس كل علاقاتك للنيل من سوريا. ما تفعله لمنع التمديد للرئيس لحّود لن يمر. الرئيس لحّود يعني أنا وأنا الرئيس لحّود، والعمل الذي تقوم به مع أصدقائك الفرنسيين والأميركان سيرتد عليك. التمديد للحود سيتم ولن تقف في طريقه لا البيانات ولا الضغوط.

أعطى الرئيس الأسد بعد مداخلته أمر الهجوم للضباط الحاضرين. وجّه كنعان الطلقة الأولى متعمّداً عدم الإصابة المباشرة. أما رستم غزالي، فأطلق قذائفه في اتجاه الحريري: من أنت لولا سوريا وسيادة الرئيس؟ أنت مجرد رجل أعمال، لن تحلم برئاسة الحكومة إذا لم توافق سوريا. نحن ساعدناك ودعمنا سياساتك وفتحنا لك الأبواب هنا وفي لبنان. لكنك تنكّرت لكل تاريخنا معك. أنت تقف مع شيراك ضدّنا وتحرّضه على أذيّة سوريا. فشرت أنت وشيراك وكلّ الأميركان. سوريا تاج راسك وإذا سيادة الرئيس بيعطي إشارة بيكون لي حديث آخر. سيادته يقول تمديد يعني تمديد وأنت عليك أن تنفّذ. لا خيار لك في هذا الأمر. وكلامي باسم سيادة الرئيس لازم يكون مفهوم.

قال الحريري بعد عودته إلى بيروت: لم أشعر في حياتي بأذى أصابني كالذي سمعته في حضور بشار الأسد. كدت للحظة أن أخرج من دون استئذان، وأن أنهي سيل الإهانات بمشكلة كبيرة. لكن المشكلة مع من؟ مع رئيس سوريا. هل أشتبك معه وأردّ عليه في وجه ضباطه؟ اخترت الصمت والصبر. تجالدت على نفسي، فيما العرق تصبّب من جسمي إلى كعب القدمين، وخرجت مثقلاً بالخوف على سوريا ولبنان.

كتم الحريري سرّه في صدره. لم يبح به حتى لعبد الحليم خدّام، الذي اتصل به مستفسراً عما جرى. أجابه: اسأل أبو يعرب، كان موجوداً. سأبقى في بيتي، ولن تراني في الشام بعد اليوم. أدرك خدّام أن في الأمر تطوراً خطيراً، فقال له: أرسل إليّ باسم غداً صباحاً.

استقبلني خدّام في منزله من دون أي اعتبار لإمكانية التنصّت عليه. قال بصوت لا يخلو من الحدة: غير مقبول ما جرى مع أبو بهاء. اتصلت بالرئيس بشّار وأبديت استغرابي لما حصل وقلت له بصراحة، لا يصحّ لرئيس سوريا إهانة رئيس وزراء لبنان، لا في حضور الضباط ولا في غيابهم. رفيق الحريري صديقي وكان صديق والدك، لكنه رئيس حكومة بلد شقيق والتعامل معه باحتقار أمر لا يليق برئيس سوريا.

للانضمام إلى مجموعاتنا عبر الواتساب اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى