أدور مطلوبة في صناعة السلطة المطلقة

الدكتور محمود القلعاوي*

أتعجب من تجاهل البعض لفيديو أو منشور هادف وعدم الشعور بالمسئولية تجاهه بمشاهدة وتعليق ولايك حتى لو لم يُعرف صاحبه.

إن هذه الإيجابية على بساطتها كفيلة أن تصنع دعاة ومؤثرين ووجوه مقبولة لدى المشاهد.. لن انسى كلمة قاله صديق: ورد يومي لا انقطع عنه إعجابات ولايكات ومشاهدات للمحتوى الهادف نصرة للإسلام ومساعدة للموهوبين وتكثير سواد المسلمين .. فعل مطلوب ونحن نمسك هواتفنا نقضي الساعات على مواقع التواصل.

يا سادة أصحاب المحتوى غير الهادف لم يصلوا لما هم عليه لولا مشاهدات نحققها لهم بل وإعادة المشاهدة مما يعلى قدرهم ويرفع شأنهم ويزيد مشاهداتهم.

نبوءة للرسام الأمريكى آندي وورهول في ستينيات القرن الماضي حيث تنبأ بظهور ما يشبه الإعلام التقليدي الذي سيحقق شهرة سهلة سريعة للأشخاص العاديين: “في المستقبل، سيتمكن الجميع من أن يصبحوا مشهورين شهرة عالمية خلال 15 دقيقة فقط”.

كلمات ماتعة في هذا الباب يكتبها الأستاذ عزام الخالدي: ” إن المسؤول الأول عن انتشار المحتوى التافه هو أنت وليس الصانع، فالاهتمامات اليومية للشعوب تُحدد المحتوى الأكثر انتشارا، حيث ترتبط شبكات التواصل الاجتماعي بأرض الواقع، وجمهورها يختار نوع المحتوى المنتشر الذي يُعرض على شاشتك “الفيسبوكية” أو “اليوتيوبية”، فلا تكن مُروِّجا للمحتوى التافه ولا تساعد على نشره دون المحتوى الهادف”.

أين نية تكثير السواد؟

يقول عبدالله بن عباس في سبب نزول قول الله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ”، إن قوما من المسلمين كان المشركون يخرجون معهم لا ليقاتلوا المسلمين، وإنما ليكثروا سواد المشركين، ويظهروا عظيم جيشهم، وكثرة عددهم في أعين المسلمين، فكانوا يُقتلون بما يصيبهم من رمي السهام وضرب السيوف، فآخذهم الله لمجرد تكثيرهم سواد المشركين، وإن لم يشاركوهم في القتال، ولا حضروه طائعين، وأنزل الآية الكريمة فيهم.

الرسول والمؤثرين فى عصره

كثيرا ما بذل الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وسلم – في سبيل تشجيع الموهوبين وما نسميهم المؤثرين فكان يقول لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه عندما سمعه يقرأ القرآن الكريم: ( لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود ) متفق عليه

وقال صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس رضي الله عنه: (إن فيك لخصلتين يحبهما الله، الحلم والأناة ) رواه أبو داود

عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ( خذُوا القرآنَ من أربعةٍ أبيِّ بنِ كعبٍ وعبدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ ومعاذِ بنِ جبلٍ وسالِمٍ مولى أبي حذيفةَ ) متفق عليه

وهذا عبدالله بن مسعود الذي اكتشف صوته الندي بالقرآن فقال: ( من سره أن يقرأ القرآن غضًّا كما نزل فليسمعه من ابن أم عبد ) رواه أحمد ، وهذا عبدالله بن عباس الذي اكتشف – رغم صغر سنه – مدى اتساع أفقه وإدراكه فقال صلى الله عليه وسلم: اللهم فقِّه في الدين ، فأصبح فقيه الأمة وحبرها، وهذا أسامة بن زيد – رغم صغر سنه – يرى فيه صفات الفروسية والقيادة، فيوليه قيادة الجيش وبه كبار الصحابة وأمهر الفرسان.

طور نفسك وكن الشرارة

وفي النهاية رسالتى لك أخى الحبيب لماذا لا تنضم لأصحاب السلطة المطلقة وأن تكون من العظماء صاحب الشعلة والشرارة ابدأ الآن طور نفسك وقدم ما لديك من علم نافع فالتاريخ لا يذكر إلا أصحاب البصمة.

* عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى