
خاص – طامحون
اتصل بالمجتمعين في كنيسة سيدة النجاة في زحلة، وحين تأكد من حضور إيلي حبيقة الاجتماع، ضغط على زر التفجير، ثم رمى جهاز التفجير من نافذة مستشفى تل شيحا.
كان ذلك عام 1987، في اجتماع حضره إلى جانب حبيقة، الوزير السابق خليل الهرواي، والمطران أندريه حداد، ونائب رئيس مجلس النواب الأسبق إيلي الفرزلي، بهدف مناقشة الأوضاع في مدينة زحلة، التي كانت تشهد وقتذاك انفلاتًا أمنيًا كبيرًا.
يقول الفرزلي في مذكراته: رن جرس الهاتف. كان على الخط الآخر الكاهن سميح حداد الذي قال إنه يتصل من مستشفى تل شيحا للاستفسار عن وصول حبيقة. رددت بالإيجاب. فطلب مني أن أحدثه عن ضرورة تأمين البنزين لسيارات الكهنة.
ما إن أغلقت سماعة الهاتف حتى سألني حبيقة: من المتصل؟
أجبته: أبونا سميح حداد
فقال: أوعا يكون … وفجأة دوّى انفجار ضخم داخل الكنيسة، قبل أن يُكمل حبيقة كلامه.
هدّم الانفجار مقر المطرانية، وتطاير سقف القرميد، وأصيب الجميع بإصابات متفاوتة. إصابة المطران كانت طفيفة في الرأس ورضوض في الجسم، وخليل الهرواي جُرح في رأسه وأصيب ببعض الرضوض في ظهره، فيما أصيب إيلي حبيقة بكسر في الفك، وفقد الفرزلي إحدى العينين ولحق التشويه بوجهه.
بعد أخذ بصمات الكاهن حداد وإخضاعه للتحقيق، طلب الذهاب إلى الحمام، وفي طريقه وجد بندقية لجندي سوري إلى جانب السرير، فأمسك بها وأدار فوهتها نحو رأسه وأطلق عيارًا فجره، فالتصقت أجزاء من دماغه وخصلة من شعره في السقف، على ما يصف الفرزلي في مذكراته.
لاحقًا، علم الفرزلي أن الكاهن حداد اعترف أمام المطران عصام درويش بفعتله، وأنه أراد قتل ايلي حبيقة فقط، لكن درويش آثر الصمت وعدم إفشاء الاعتراف، وذلك لأن الرهبانية المخلصية اتخذت قرارًا بإبقاء ها الاعتراف سريًا، حفاظًا على سمعتها، من جراء ما ارتكبه كاهن ينتمي إليها.
إقرأ أيضًا: رحلة الياس الهرواي … من لحاف الصوف إلى رئاسة الجمهورية