غزوة البعث للبقاع الغربي: حسن مراد ينتقم من الناس

خاص – طامحون

كان مشهدًا مستفزًا ونافرًا وغير مألوف، حتى بدا أن المواكب السيارة التي اجتاحت قرى البقاع الغربي على نحو مخطط ومقصود، تريد أن تثأر من طردها الموصوف عام 2005، وإن كان أهل المنطقة يرفضون منطق التقوقع ويرحبون بحرية النشاط السياسي، فإنهم يرفضون أيضًا هذا النوع من الاستفزاز الممنهج، الذي يرمي إلى افتعال التوترات واصطناع البطولات الوهمية، خصوصًا بعد أن هدأت البلاد وبرد فيها الخطاب السياسي والتحريضي.

هم يأخذون على من يسمح لهؤلاء بهذا النوع من الاستعراض. ليست المشكلة طبعًا في مهرجان سياسي أو حزبي لهذا الطرف أو ذاك، بل باستفزاز مدروس ومنظّم، وهنا تمامًا أخطأ حسن مراد مرتين. الأولى حين سمح بهذه الغزوة البشعة وواكبها وباركها، والثانية حين فتح المجال لكلام انتقامي من العيار الثقيل، وهو كلام ناري شديد الدلالة والوضوح، قاله أمين عام حزب البعث علي حجازي باللغة الخشبية نفسها التي تعممت عقب الانقسام العامودي والاشتباك الكبير بين فريقيّ 8 و 14 أذار.

صحيحٌ أن الحادثة صارت خلفنا، وقد مر على حدوثها شهر أو أكثر، لكن الصحيح أيضًا أنها حدث خطير، بل وخطير جدًا، ولا بد من مقاربته والتوقف عنده، ليس لنكأ الجراح، بل للقول إن ما جرى غير مقبول، وإن محاولات العودة من بوابة الاستعراض والاستفزاز لن تمر، وواهمٌ جدًا من يظن أن الأمور قد تصير بخلاف ذلك.

يبقى أن حسن مراد يسعى بفعلته تلك إلى التشفي والى الانتقام من المنطقة ومن أهلها، وهذا انزلاق معيب وغير مسؤول، ناهيك عن شعوره الوهمي بفائض القوة في لحظات انحسار المشروع السياسي المقابل، لكن السياسة علمتنا منذ نعومة أظفارنا أن الأيام دول، يوم لك وآخر عليك، ولو أنها دامت لغيرك ما اتصلت اليك.

للحديث تتمة…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى