
خاص – طامحون
مشكلة تلوث نهر الليطاني هي مشكلة مزمنة وخطيرة جدًا، وقد بيّنت الدراسات والتحاليل المخبرية والإحصاءات الدقيقة، أن القرى المحاذية لهذا النهر هي الأعلى إصابة بأمراض السرطان، ليس على مستوى لبنان وحسب، بل على مستوى المنطقة كلها، وذلك استنادًا إلى دراسة مفصلة قدمها النائب السابق إسماعيل سكرية منذ سنوات.
أصل التلوث يعود إلى انعدام وجود محطات تكرير لمياه الصرف الصحي، أو عدم تشغيلها، ناهيك على مئات المعامل التي ترمي مخلفاتها في هذا النهر من منبعه إلى مصبه، ما حوّل بحيرة القرعون إلى مستنقع للمياه السامة، وقد أشارت بعض التقارير إلى أن تدهور نوعية المياه في البحيرة لامس مستويات خطرة للغاية.
الحكومات والبلديات ومؤسسات المجتمع المدني تحدثت كثيرًا عن هذه المشكلة، ووعدت بحلها منذ عشرات السنوات، لكن شيئًا لم يتغير حتى الآن، بل إن الازمة تزيد استفحالاً، خصوصًا مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة وحاجة المزارعين إلى ري مزروعاتهم، وهذا ما دفع بعض الأهالي في بلدة المرج إلى إغلاق أحد مسارب النهر بشكل كامل، رافضين مرورها من أراضيهم، ومطالبين بحل جذري لهذه المشكلة التي تعرض حياتهم وحياة أولادهم للخطر.
رواد الشمالي، ابن بلدة المرج البقاعية وأحد أبرز الناشطين في هذا الملف، أوضح لجريدة “طامحون” أن نتائج التحاليل المخبرية التي أجريت للمياه المبتذلة كارثية للغاية، مشيرًا إلى أنه تعرض شخصيًا لضغوط كثيفة على خلفية إغلاق مسرب النهر، وقد وصلت إلى حدود محاولة رفع دعاوى قضائية بحقه، مؤكدًا بأنه وكل أهالي المنطقة تحت سقف القانون، لكنهم لن يسمحوا بإعادة فتح المسرب دون حل جذري للمشكلة.
