
بيروت: في زيارة هي الأولى منذ توليه منصبه، وصل وزير الخارجية الإيراني بالوكالة، علي باقري كني، إلى بيروت، لعقد لقاءات مع المسؤولين.
وحسب ما تشير مصادر متابعة فإن الزيارة تأتي في إطار إحاطة كني بكل ملفات المنطقة، خصوصاً أنه مرشح لتولي وزارة الخارجية بالأصالة بعد الانتخابات الإيرانية. وبالتالي، هو الشخص الذي سيكون ممسكاً سياسياً وديبلوماسياً بملفات المنطقة. وتأتي زيارته في ظل المساعي الإقليمية للوصول إلى وقف اطلاق النار في غزة، واستكمال مسار المفاوضات الدولية، خصوصاً أن كني هو الموكل بالتفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية.
رفض الحرب
استهل باقري زيارته إلى لبنان بزيارة وزير الخارجية والمغتربين، عبدالله بوحبيب. بعد اللقاء، أعلن بو حبيب أن هناك تطابقًا في وجهات النظر بشأن المخاطر الناجمة عن استمرار الحرب على غزة، مضيفًا: “باقري أكد حرص إيران على استقرار لبنان”. وقال بو حبيب: “أكّدت موقف لبنان الرافض للحرب، وشرحت تصوّرنا للحلول المستدامة التي تعيد الهدوء والاستقرار، من خلال سلّة متكاملة لتطبيق القرار 1701″، كاشفًا: “أننا تداولنا في ضرورة وقف حرب غزة، فالجرائم المتواصلة بحق الفلسطينيين تقوّض فرص السلام في المنطقة”.
وعقد بوحبيب مع باقري كني اجتماعاً مطولاً، أعقبه اجتماع موسع في حضور الوفد المرافق وكبار موظفي الوزارة. بعد ذلك، عقد الوزيران مؤتمراً صحافياً استهله الوزير بوحبيب بالقول: “تشرفت اليوم باستقبال الدكتور علي باقري كني في إطار حرصه على استمرار التشاور الدوري معنا في الشؤون الإقليمية والتطورات الدولية، وما يرتبط بالعلاقات بين البلدين”. أضاف: “لقد أرسى هذا النهج المغفور له الدكتور حسين أمير عبد اللهيان الذي أفتقده اليوم، نظراً للعلاقة الطيبة المبنية على الصراحة والاحترام المتبادل التي جمعتنا. كذلك نتوسم خيرًا باستمرار هذه العلاقة مع الدكتور باقري”.
تابع: “تداولنا بشأن الوضع جنوبًا، وأكدت موقف لبنان الرافض للحرب، كما أثبتت الاحداث منذ 7 تشرين الأول الماضي ولتاريخه. وقد شرحت لمعاليه التصور اللبناني لإيجاد حلول مستدامة تعيد الهدوء والاستقرار إلى الجنوب، من خلال سلة متكاملة تضمن التطبيق الشامل لقرار مجلس الامن 1701. كما تطرقنا إلى وضع غزة والأفكار والمبادرات الأخيرة حول ضرورة وقف الحرب في غزة، وانسحاب إسرائيل من القطاع وتبادل الأسرى”. وختم: “كان هناك تطابق في وجهات النظر حيال المخاطر الناجمة عن استمرار الحرب على غزة، والجرائم المتواصلة في حق الفلسطينيين، ما يقوّض فرص السلام العادل والشامل في المنطقة. وشدد معالي الوزير حرص بلاده على استقرار لبنان”.
تقديم الشكر
بدوره، قال الوزير باقري كني: “إن الهدف الرئيسي لزيارتي لبنان هو التعبير عن شكري وتقديري للشعب اللبناني الشقيق والعظيم، وكذلك الحكومة اللبنانية ومختلف المسؤولين في لبنان الذين عبروا عن تضامنهم مع الجمهورية الإسلامية الايرانية حكومة وشعبًا عند استشهاد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله رئيسي ووزير خارجيتها حسين امير عبد اللهيان. أود ان اتقدم بالشكر الجزيل باسم الجمهورية الاسلامية الايرانية من الحكومة اللبنانية لاعلان الحداد ثلاثة ايام اثر استشهادهما. كما أتقدم من رئيس مجلس النواب ووزير الخارجية بالشكر لمشاركتهما في مراسم تأبين الشهداء وتقديم العزاء”.
أضاف: “في مختلف المراحل التاريخية وفي ظل كل التطورات، لطالما كان هناك تشاور وتعاون مستمر بين المسؤولين في الجمهورية الاسلامية الايرانية والمسؤولين في الجمهورية اللبنانية بخاصة مع وزير الخارجية وغيره. ولطالما كانت الجمهورية الاسلامية الايرانية تهدف إلى دعم الاستقرار والأمان والأمن والتقدم في لبنان. ولم تأل جهداً إلّا وبذلته من أجل تعزيز تقدم الشعب اللبناني ورفاهيته”. وختم تابع: “إن العلاقة الوثيقة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والجمهورية اللبنانية مؤشر رئيسي للاستقرار في المنطقة كما أن المقاومة هي أساس الاستقرار والثبات في المنطقة، وفضلاً عن الملفات المرتبطة بلبنان وعلاقتنا الثنائية مع الوزير بو حبيب، تطرقنا في نقاشنا إلى الاحداث في غزة وبخاصة في رفح وكنا متفقين على وجوب ان تتبنى دول المنطقة وخصوصًا الدول الاسلامية حركة مشتركة، لغرض التصدي للعدوان الإسرائيلي وحماية الشعب الفلسطيني بخاصة في رفح، وتوافقنا على مبادرة تتمثل في عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي كمقترح مشترك، يمكّننا من اتخاذ خطوة حازمة جماعية في هذا الصدد”.
في عين التينة
بعدها زار باقري كني عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في حضور سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان مجتبى أماني، حيث تم عرض للاوضاع العامة في لبنان والمنطقة، على ضوء مواصلة إسرائيل لعدوانها على قطاع غزة ولبنان، إضافة للعلاقات الثنائية بين البلدين. ثم زار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، على أن يلتقي بأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله.
المصدر: المدن